صحة عامة

كيف تنحسر الأوبئة عادةً

كيف تنحسر الأوبئة عادةً، العالم الذي نعيش فيه اليوم بات عالما يغزوه الوباء، حتى أصبح الوباء جزءا من التركيبة التي تختص بعالم الإنسان الحالي، ويمكن أن تضع الأوبئة أقوى النظم الصحية تحت الضغط ، لكن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم في المقام الأول أولئك الذين يعيشون في فقر أو في مناطق شديدة عدم الاستقرار. الظروف المعيشية في هذه الحالات محفوفة بالمخاطر، والحصول على الرعاية الصحية بعيد كل البعد عن كل من يحتاج إليها، وغالبا ما تتوقف التطعيمات الروتينية أو تقل التغطية.

لمحة تاريخية عن الأوبئة

كشف تفشي فيروس كورونا المستجد عن نقاط ضعف في الاستجابة العالمية لتفشي الفيروس، في ظل تزايد عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس، إلى جانب الوفيات.

  • طوال تاريخ البشرية، أثرت الأوبئة على الحضارات منذ أول انتشار معروف في 430 قبل الميلاد خلال الحرب البيلوبونيسية (بين حلفاء أثينا وحلفاء سبارتا).
  • كان للعديد من هذه الأوبئة تداعيات كبيرة على المجتمع البشري، من قتل نسب كبيرة من سكان العالم، إلى جعل الناس يفكرون في أسئلة أكبر حول الحياة والوجود.

كيف تعالج فقر الدم

أوبئة على مر العصور

تتالت أنواع الأوبئة وأشكالها وأحجامها عبر العصور، وكان منها الكثير الكثير وقد أثر ذلك، على الفتك بالبشر، وأذيتهم، ومن هذه الأوبئة الكثيرة سنذكر:

  • طاعون جستنيان (541-750 م) قال الكاتب الأمريكي رايدر كيمبال، في تقريره الذي نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، إن تفشي الطاعون الدبلي أنهى عهد إمبراطور بيزنطة في القرن السادس جستنيان الأول، المعروف في الوقت الحاضر باسم “طاعون جستنيانما”، قتل ما بين 30 و 50 مليون شخص، وهو ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت، وبحسب المصادر التقليدية، فإن تفشي هذا الوباء ساهم في توقف الأنشطة التجارية وإضعاف الإمبراطورية، مما سمح للحضارات الأخرى باستعادة الأراضي البيزنطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأجزاء من آسيا.
  • الموت الأسود (1347-1351 م) ذكر المؤلف أنه بين عامي 1347 و 1351، انتشر الطاعون الدبلي في جميع أنحاء أوروبا، مما أسفر عن مقتل حوالي 25 مليون شخص، استغرقت إحصاءات مستويات السكان في أوروبا أكثر من 200 عام للعودة إلى مستواها قبل عام 1347. ومن المحتمل أن يكون هذا الوباء قد أودى بحياة المزيد من الأرواح في آسيا، وخاصة الصين، حيث يعتقد أنها موطن الوباء، ومن بين التداعيات الأخرى لهذا الوباء، الذي عرف فيما بعد باسم “الموت الأسود”، بداية تراجع نظام القنانة (الفلاحون في الإقطاعيات) حيث مات الكثير من الناس مما أدى إلى إرتفاع مستوى معيشة الناجين، في الواقع، ساهم ذلك في خلق المزيد من فرص العمل وتنامي الحراك الاجتماعي ووقف الحروب لفترة قصيرة.
  • الجدري (القرنان الخامس عشر والسابع عشر) وأشار الكاتب إلى أن الأوروبيين جلبوا عددا من الأمراض الجديدة عندما وصلوا لأول مرة إلى القارتين الأمريكيتين عام 1492، أحد هذه الأمراض كان الجدري، وهو مرض معدي قتل حوالي 30% من المصابين، خلال هذه الفترة، قتل الجدري ما يقرب من 20 مليون شخص، أو حوالي 90 % من السكان في الأمريكتين، وقد ساعد هذا الوباء الأوروبيين على استعمار وتطوير المناطق التي تم إخلاؤها، وتغيير تاريخ القارتين.
  • الكوليرا (1817-1823) وأشار المؤلف إلى أن وباء الكوليرا ظهر في “جيسور” بالهند، وانتشر في معظم أنحاء المنطقة ثم إلى المناطق المجاورة، وأودى بحياة الملايين قبل أن يتمكن طبيب بريطاني يدعى جون سنو من معرفة بعض المعلومات حول طرق الحد من انتشاره، ووصفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا التي تصيب سنويا ما بين 1.3 و4 ملايين شخص بأنها “وباء منسي” وقالت المنظمة إن التفشي السابع للوباء، الذي بدأ عام 1961 مستمر حتى يومنا هذا، ولأن الإصابة بالكوليرا ناتجة عن تناول طعام أو ماء ملوث بجراثيم معينة، فقد نجح المرض في إصابة الغالبية العظمى في البلدان التي تعاني من التوزيع غير العادل للثروة وتفتقر إلى التنمية الاجتماعية.

كيفية علاج نزيف الرحم

كيف تنحسر الأوبئة عادةً

بمجرد ظهور الأوبئة في أي مكان من أماكن العالم، ستبرز وتتفاوت الكثير من محاولات حسر الأوبئة حتى لا تتمدد أكثر، أو تحصد أرواحا أكثر، وهناك مجموعة من الطرق التي تم تحديدها لذلك، ومنها:

  • يتم السيطرة الطبية على الوباء من قبل الطواقم الطبية بشكل مبدئي.
  • توزيع ارشارادت وزارة الصحة في المكان على المواطنين.
  • تجهيز خطة من الدول التي يقوم فيها الوباء للسيطرة على الوباء.
  • تنفيذ هذه الخطة بشكل تدريجي ويخضع لظرف البلاد الصحي وغيره.
  • الاستعانة بالمواطن، وتعبئته فكريا في ظل الوباء وكيفية التعامل معه.
  • العمل على إرساء مبادئ النظافة والتعامل الجيد مع الوباء، حتى يتم حماية الإنسان.
  • إعلان حالة الطوارئ وتوريع المهام بين الحكومة والشعب.
  • العمل على إبراز القدرات الطبية وفتح المجال أمام كل المختصين الطبيين في اقتراحاتهم وتصوراتهم المتعلقة بالوباء.
كيف تنحسر الأوبئة عادةً
كيف تنحسر الأوبئة عادةً

ملاحظات حول الأوبئة

هناك مجموعة من الملاحظات حول الأوبئة في العديد من المصادر الطبية التي تختص بذلك، ومن هذه الملاحظات ما سنقوم بإيراده هنا، ومنها:

  • سيطرة مرض معين على فترة زمنية معينة، ثم اختفائه لظهور مرض آخر له نفس التأثير والقدرة على إزهاق الأرواح؛ سيطر مرض “الطاعون” على العصور القديمة والمتوسطة، ثم ظهر على شكل وباء عدة مرات، في مناطق مختلفة من العالم، وضرب منطقة الشرق الأدنى، مثل: “طاعون جستنيان” 541، و”الطاعون عاموس 640.
  • أن هذه الأوبئة انتشرت بعد الحروب، كما في “طاعون عاموس” الذي انتشر بعد الفتوحات العربية للشام، و”الجدري” بعد الفتح الإسباني للأمريكتين، أو بسبب قلة النظافة وانتشار القذارة، في الشوارع كما حدث مع “طاعون مصاصي الدماء” في أوروبا عام 1347 أو بسبب تصريف الفضلات البشرية في الأنهار، كما حدث في انتشار “وباء الكوليرا” في إنجلترا عام 1831، أو مع انتشار “فيروسات الأنفلونزا الإسبانية” عام 1918 أثناء الحرب العالمية الأولى.
  • أن يلتزم الناس دائما بعاداتهم وتقاليدهم ويقفون في وجه أي إجراء متناقض، فماذا يظنون حتى لو أدى ذلك إلى هلاكهم ؟! انه مختلف؛ سواء كان الأمر شرقيا أو غربيا، فالأمر دائما يرجع لأسباب دينية أو دينية، باعتبار أن الوباء تجربة من الله، وأنه جاء انتقاما من الناس لخطيئة ارتكبوها، أو بسبب أمور خارقة للطبيعة، أو لكي يرفع الله المصيبة، لا يجب أن يشبع.
  • بعد كل موجة من انتشار الوباء، كان هناك العديد من الإجراءات والقوانين التي تتطلب مني اتباع قواعد النظافة والصحة العامة. من الضروري تنظيف الشوارع وعدم إلقاء النفايات البشرية والمياه القذرة في الشوارع، لكن هذه القوانين استغرق تنفيذها عدة قرون.
  • كان لهذه الأوبئة تأثير على التركيبة السكانية، حيث أدت إلى تغيير في شكل المدن الكبرى، كما حدث مع مدينة “القاهرة” التي أبيد معظم سكانها أكثر من مرة، لدرجة أن مصر، الذي اقترب من عشرين مليون نسمة قبل وباء 1347، وانخفض إلى أقل من ثلاثة ملايين قبل حكم محمد علي كما قضت على معظم الشعوب الأصلية في الأمريكتين وجعلتهم أقلية في وطنهم.

قدمنا خلال المقال مجموعة من المعلومات التي تتعلق بتاريخ الوباء، وإرشادات التعامل معه وكيفية حصره ومجموعة من الملاحظات حول التاريخ الوباء وكيفية التعامل معه، وذلك لتقديم النصائح والارشادات لاسيما وأن العالم يمر بفترة وباء خطيرة، وهي فترة وباء كورونا، أو ما يعرف باسم كوفيد19، ونرجو الفائدة للجميع.

السابق
من هو أنس بوخش
التالي
تفسير رؤية سرير المهد فى الحلم بالتفصيل