كيف أتوب توبة النصوحة في رمضان، توجد العديد من العبادات التي تقرب الإنسان من ربه، والتي تساهم بشكل كبير في نشر الدين الإسلامي وتعالم الحق المبين، هذا الأمر مهم من أجل ايصال الفكرة، وتوضيح العديد من الخصائص والمميزات التي يسعى الإنسان من أجل تحقيقها، ومن أجل ذلك يجب أن يكون الإنسان على مقربة من ربه وعلى تواصل دائم معه من خلال العبادة التي يقدمها، والتي تعبر مهمة من أجل التواصل بين الإنسان وربه.
ما هي التوبة
كيف أتوب توبة النصوحة في رمضان، تُعرّف التوبة باللُغة العربي الابتعاد عن فعل المعاصي، وأمّا في الاصطلاح الشرعي فتعني الإنابة والعودة إلى الله -تعالى- والرجوع إلى طاعته بترك معاصيه، وهي رجوع العبد إلى ربه وذلك من خلال فعل الطاعات وترك المُحرمات، التي تعمل على إبعاد العبد عن ربه، ولذلك ينبغي على كلّ مسلم ومسلمة أن يحذر هذا الأمل وأن يحذر من فعل الذنوب والسيّئات التي تغضب الله، وأن يسارع من أجل التوبة إلى الله -تعالى-، فهي تجلب الوحشة بالقلب، وتُطفئ النور، كما وتجلب إليه القلق والعسرة، وتُشتّت خطى السير إلى الله عز وجل، كما وتعتبر سببٌ من أسباب الفساد في الأرض، وقد أجمع كل العلماء على وجوب التوبة إلى الله عزّ وجلّ، وبها ينال المسلم الجنّة بإذن الله تعالى، حيث قال الله -سبحانه-: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
كيف أتوب إلى الله
كيف أتوب توبة النصوحة في رمضان، تتوفر الكثير من الأُمور التي تساهم وتُساعد العبد المُسلم من أجل التوبة إلى الله عز وجل، مثل الإكثار من الاستغفار والعمل على تأدية الأعمال الصالحة التي طلبها الله، لقوله -تعالى- على لسان نبيّه صالح -عليه السلام-: (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)،[٤] فالاستغفار يعد من أكثر الأسباب التي توجب رحمة الله كما ويجب فعل العديد من الأمور التي تساهم في رضا الله وكسب محبته:
• ترك المعاصي والتوبة إلى الله، وذلك يتم بترك العبد لكلّ معصية وأن يتوب عنها؛ فمثلاً الشخص الذي يغتاب الناس، أو يمارس الكذب والنفاق، عليه ترك الغيبة، والتوبة إلى الله، ومن ذلك أيضًا ترك سماع الحرام لمن يسمعه، وغير ذلك من المعاصي الكثيرة.
• التحلل من المظالم، وهذا الأمر يتم في حالة كان الذنب يتعلّق بغير الله؛ فمن أجل التوبة إلى الله عليه أن يقوم بإرجاع الحق المسلوب إلى أصحابه حتى يتم قبول التوبة، أما عن الذنب الذي يكون بينه وبين الله، فيكفي أن يتركه هذا الأمر وأن يتوب إلى ربه توبة نصوحة.
• الإكثار من الأعمال التي يحبها الله، وأن يسعى من في الأرض من أجل إصلاحها وان يكون الرسول عليه السلام قدوة له في الحياة يتعلم منه ويعمل بما أمر به من رسالات ربه.
• الإكثار من ذكر الموت والتفكر فيه، فالموت هو هادم الملذات وهو الذي يصل بالمؤمن إلى حد الخشوع والتفكر في حياته والعمل بما أنزل الله قبل أن يموت.
التوبة النصوحة في رمضان
كيف أتوب توبة النصوحة في رمضان، على المؤمن الصالح أن يكثر من الدعوة إلى الله وأن يسعى من أجل ايصال رسالة الله إلى كل الدنيا، من خلال عمله ومن خلال الدعوة إلى ذلك، كما وعلى الإنسان الصالح الذي يحب الله ويحب الرسول أن يكون قريبًا من الناس، وأن يعمل بكل إخلاص سواء مع الله أو مع عباده الصالحين، وأن يجعل الذكر يجري على لسانه بشكل مستمر، وأن يكثر من تذكر عقاب الله وعذابه وذكر الموت حتى يكون له عظة وأن يسعى من أجل الخير في كل مجالات الحياة، وأن يستذكر معاصيه وأن يتوب إلى ربه توبة نصوحة لا يعود إلى عصيانه أبدا.
علامات قبول التوبة
توجد العديد من العلامات التي تظهر أن العبد قد تم قبول دعوته، ومن هذه العلامات التي بينها الله لعباده المخلصين ما يلي:
• في حال كان العبد بعد التوبة أفضل مما كان عليه قبلها، وهذا علامة على الخير والبركة.
• الاستقامة على والثبات على طاعة الله تعالى، وهي كرامة من الله عز وجل لعباده التائبين؛ كما بمنعه من المعاصي، وتيسير أمور العبادة، مع عدم الملل الدعاء أو من التوبة في حال تكرّر الذنب.
• تقطّع القلب بالتوبة؛ كما جاء في تفسير قوله -تعالى-: (لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ)؛ وهذا يدل على خوف المؤمن من الدنيا والآخرة.
• انكسار القلب عند الدعاء والتوبة إلى الله، وذلك مع ترافق الشُعور بالندم والذلّة أمام الله تعالى بما ارتكب الإنسان من المعاصي.
على الإنسان أن يعمل من أجل ربه، وأن يسعى من أجل تحقيق الخير والسعادة في الحياة، ولا تتم ذلك إلا من خلال العمل الصالح، والسعي من أجل تحقيق الأفضل في الحياة، حتى ينال رضا الله عنه.
